كيف تكشف مصفوفة القدر البرامج (12)الخفية التي تتحكم في حياتك؟
تُعَدّ مصفوفة القدر واحدة من أكثر المفاهيم غموضًا وطابعًا روحانيًا، وقد جذبت الانتباه لأكثر من 15 عامًا. وكل واحد منا فكّر ولو مرة في حياته عمّا إذا كان هناك شيء مماثل موجود بالفعل في الواقع، وهل توجد برامج وقوى يمكن أن تؤثر في مصيرنا؟ وهل من الممكن أن نتحكّم نحن أنفسنا في حياتنا باستخدام أدوات وتقنيات معيّنة؟
في هذه المقالة سنحاول أن نفهم إلى أيّ مدى تكون النظريات القائلة بأن حياتنا يمكن أن تكون قابلة للتحكّم واقعية، وأن هناك برامجًا وتقنيات تساعدنا في ذلك. وسنوضح أيضًا كيف يمكن استخدام المعرفة بـ مصفوفة القدر في الحياة اليومية وكيفية التخلّص من «اللعنات» العائلية بمساعدة الحاسبة.

البرامج العائلية في مصفوفة القدر
الأنماط العميقة المشفّرة من أنماط السلوك وطريقة التفكير والمشاعر والقناعات، التي تُنقَل من جيل إلى آخر داخل السلالات العائلية، تتشكّل بناءً على خبرة الأسلاف، كما أنها تحدد نظرتنا لأنفسنا وللآخرين وللعالم وللحياة عمومًا. تُنقَل البرامج العائلية على مستوى المعلومات الطاقية وتظهر في السلوك وفي السيناريوهات الحياتية. ويمكن أن تكون إيجابية كما يمكن أن تكون سلبية، وغالبًا ما تتشكّل على أساس الخبرات الحياتية والصدمات التي مرّ بها الأسلاف.
- إذا كانت هناك في العائلة مشكلات مع المال، فغالبًا ما تواجهون أنتم أيضًا صعوبات مالية.
- وإذا كان الأقارب يعانون من الاكتئاب أو اضطرابات نفسية أخرى، فقد تكون لديكم قابلية لمواجهة المشكلات نفسها.
قد تستمر البرامج العائلية في التأثير فينا رغم أننا لا نعي وجودها.
أحد أساليب التخلّص من البرامج العائلية السلبية هو العمل معها على مستوى المعلومات الطاقية. ولأجل ذلك يمكن اللجوء إلى المتخصصين في علم النفس الطاقي أو استخدام تقنيات الوعي الذاتي. فحساب مصفوفة القدر يساعد على إدراك البرامج العائلية وتحويلها إلى أنماط أكثر إيجابية.
من المهم أن نفهم أن هذه الأنماط ليست أمرًا حتميًا أو غير قابل للتغيير. يمكننا العمل عليها وتحويلها نحو الأفضل كي نصبح أكثر حرية واستقلالية في اختياراتنا.

البرامج الاجتماعية في مصفوفة القدر
البرامج الاجتماعية هي نماذج من السلوك وطريقة التفكير والمشاعر تُفرَض علينا من قِبَل المجتمع والثقافة والتربية والتعليم وغيرها من العوامل الخارجية. وهي تتشكّل نتيجةً لعملية التنشئة الاجتماعية، أي عملية تكيّف الإنسان مع المجتمع.
في سياق مصفوفة القدر تلعب البرامج الاجتماعية دورًا مهمًا في تشكيل إدراكنا للعالم ولنفسنا. فهي تحدد موقفنا من الحياة، وعلاقتنا بالمال وبالحياة المهنية وبالعلاقات الشخصية وبالصحة وغيرها من الجوانب. كما تؤثر في الطريقة التي نقيم بها أنفسنا والآخرين، وفي القناعات والقيم والصور النمطية التي نحملها. على سبيل المثال:
- حين يسود في المجتمع اعتقاد بأن النجاح في الحياة مرتبط بالإنجازات المهنية وبجمع الممتلكات المادية، يسعى كثير من الناس إلى المهن ذات الدخل المرتفع وإلى الثراء، دون أن يولوا اهتمامًا كافيًا لاحتياجاتهم ورغباتهم الحقيقية.
- يمكن لبرنامج اجتماعي من نوع «المال هو الأهم» أن يشكّل أساسًا لقناعة مفادها أن المال هو المقياس الوحيد للنجاح والسعادة. مثل هذا البرنامج قادر على تحفيز الرغبة في ممارسة الأعمال التجارية والإنفاق على الأشياء الباهظة، لكنه في الوقت نفسه قد يؤدي إلى خيبة أمل كبيرة إذا لم يتحقق النجاح المالي.
التحرّر من البرامج الاجتماعية السلبية وبناء قناعات أكثر صحّة ممكن من خلال العمل على الوعي الذاتي، بما في ذلك إدراك القيم الحقيقية الخاصة بكم، إلى جانب التحليل النقدي لتأثير المعايير الاجتماعية والصور النمطية في سلوككم.

البرامج الفطرية في مصفوفة القدر
الأنماط السلوكية وردود الفعل الموروثة وراثيًا تجاه البيئة المحيطة تتحدد منذ مرحلة تطور الجنين. ويمكن أن تشمل خصائص جسدية ونفسية في آن واحد، مثل الطبع والميل إلى بعض الأمراض، إضافة إلى المواهب والقدرات.
في مصفوفة القدر تُعتبَر البرامج الفطرية أحد العناصر الأساسية المؤثرة في الحياة والمصير. فهي تحدد الفردية والميول والاستعدادات لأنواع معينة من النشاط. فعلى سبيل المثال، قد يكون لدى الشخص موهبة فطرية في الموسيقى أو الرياضة، ويمكنه تنميتها ليحقق نجاحات كبيرة في مسيرته المهنية.

مصفوفة القدر كمجمع من البرامج
مصفوفة القدر هي مفهوم يفترض أن الحياة تُدار عبر مجموعة من البرامج والتقنيات التي تؤثر في أفكارنا وسلوكنا ومصيرنا. ويتضمّن هذا المجمع كلًّا من الأفكار والقناعات الشخصية والعوامل الخارجية مثل الثقافة والمجتمع والبيئة المحيطة.
يمكن اكتشاف البرامج العائلية والاجتماعية والفطرية التي تؤثر سلبًا في الحياة وتغييرها بمساعدة حاسبة مصفوفة القدر. وأثناء العمل مع هذا المنهج ستحصلون على إمكانية الوصول إلى لاوعيكم، وتتعرفون إلى الأنماط التي انتقلت إليكم من الأسلاف، لكي تبدؤوا في الوقت المناسب عملية التغيير من خلال التأمل والتخيّل الإبداعي والتوكيدات الإيجابية.