رحلة فهم دورات الحياة: كيف نحول الفترات السوداء إلى 3 (2)محطات للنمو والانسجام مع القدر
فهم دورات الحياة من خلال مصفوفات القدر. في حياة كل إنسان فترات بيضاء مشرقة وأخرى سوداء صعبة. نسير في طريق حياتنا كما لو كنا نمشي فوق خطوط حمار وحشي. لكن هل فكرت يومًا لماذا تظهر هذه الخطوط السوداء في الحياة؟ قد يبدو الجواب المنطقي أنها مجرد قانون طبيعي لتغيّر الأحداث.
لكن في الحقيقة، إن “الخط الأسود” هو دورة معينة في الحياة نُطالَب خلالها بالعمل على مهماتنا الكارمية. لذلك دعونا نتعمق أكثر في موضوع دورات الحياة، وفي النهاية نثبت ما تعلّمناه من خلال تحليل مثال عملي!
ما هي «دورة الحياة»؟
في عِلم الباطن يوجد مصطلح يُسمى «دورة الحياة»، ويعني أن كل روح، خلال حياتها على الأرض، تمر بعمليات تطورية. وبصيغة أخرى: نحن نعيش أحداثًا مختلفة ثم نستخلص منها الدروس والعِبر.
تسمح لنا دورة الحياة باستخلاص الخبرة الإيجابية والسلبية على حد سواء، ولهذا تبدو حياتنا كأنها خطوط متناوبة من الأبيض والأسود. وبشكل عام، فإن مفهوم دورات الحياة في الفلسفة الباطنية أوسع بكثير، فبحسب هذا التعليم، روح الإنسان خالدة، وهناك مفاهيم مثل الكارما، وتناسخ الأرواح، وتجاوز دائرة الولادة والموت، وغيرها من المفاهيم.
عن دورات الحياة وعلاقتها بمصفوفات القدر
مصفوفة القدر قادرة حرفيًا على أن تروي كل شيء عن رسالة الإنسان في هذه الحياة، وعن طباعه، وحتى الوصول إلى مستوى التنبؤ بمستقبله. يتكوّن نظام مصفوفة القدر من مناطق تتموضع فيها أركانا والشاكرات في آن واحد. وكل هذه الجوانب يمكن أن تكون في حالة إيجابية أو سلبية.
عندما يكون أحد الجوانب في المصفوفة في حالة «سلبية»، فهذا يعني أنه من الضروري العمل عليه وتحويله إلى «إيجابي» والعمل على الكارما المرتبطة به. وإلا فسيواجه الإنسان خطًا أسود طويلًا في حياته. وبمجرّد أن تُحوِّل هذا الجانب إلى حالة إيجابية، يُفتح أمامك دورة حياة جديدة. وهكذا تستمر العملية حتى آخر أيام الحياة؛ فبعد كل مرحلة من العمل الداخلي تبدأ دورة حياة جديدة.
كيف نتعامل مع دورات الحياة؟ – تحليل مثال: شاب من مواليد 04.03.2004
لنثبت المعلومات التي حصلنا عليها من خلال تحليل مثال عملي:
تواصل معنا شاب من مواليد 04.03.2004 وطلب أن نُحلّل مصفوفة القدر الخاصة به ونقدّم له توصيات. فالأمر أن حياته، وللسنة الثانية على التوالي بعد بلوغه سن الرشد، مليئة بالمشكلات وتشبه خطًا أسود متصلاً واحدًا. ما السبب في ذلك، وما التوصيات التي يمكن أن نقدّمها له؟
في البداية نقترح حساب مصفوفة القدر الخاصة بهذا الشاب:
أول ما يلفت الانتباه عند التحليل هو أركانا الموت رقم 13 وأركانا البرج رقم 16 في خريطة التوقعات (прогностика). حاليًا عمر الشاب 19 عامًا، وقد تذوّق مرارة الحياة فعلًا منذ العام الماضي، وهذا أمر غير مستغرب. فأركانا الموت هو أركانا انهيار كل ما هو قديم، لكنه في الوقت نفسه يمنح فرصة لبدء شيء جديد. وفي هذا العام يقف عنده أركانا البرج، ما يشير أيضًا إلى أن السنة «ثورية» للغاية ومليئة بالتحوّلات.
أي أن الشكاوى الحالية من دورة حياة سلبية وخط أسود متواصل يمكن تفسيرها بوجود هذين الأركانا المصيريين في خريطة التوقعات.
وجدير بالذكر أنه في سن العشرين سيبدأ لدى هذا الشاب دورة حياة جديدة ومشرقة؛ فأركانا الإمبراطورة رقم 3 يشير إلى أن السنة ستكون مليئة بالوفرة، وسيُكافأ الشاب لأنه تمكّن من تجاوز كل الاختبارات التي قدّمها له القدر.
كما يجدر إيلاء اهتمام خاص لتحليل «الذيل الكارمي» لديه:
- 13 — عليه أن يتخلّى عن كل مخاوفه، وألّا يخشى قطع الروابط مع الماضي وإدخال مزيد من الأدرينالين والتجارب الجديدة في حياته.
- 7 — يجب أن يتعلّم تهذيب عدوانيته الداخلية، واستبدالها بأسلوب حياة نشِط وحيوي.
- 21 — من الضروري أن يدخل في حالة انسجام مع ذاته، وأن يكون أكثر اتزانًا ورصانة.
العمل على الذيل الكارمي سيؤثر إيجابيًا في مستقبل الشاب، ويُقلّل من عدد الفترات السلبية في حياته.
الخلاصة
يمكننا القول إن «دورات الحياة» هي تلك الخطوط البيضاء والسوداء التي نُضطر لعبورها في طريقنا. ولكي نفهم في أي اتجاه ينبغي أن نتحرّك، يجب تحليل «الذيل الكارمي» لدينا لمعرفة أي المهام المتبقية من الحيوات السابقة علينا إتمامها الآن، والنظر أيضًا إلى خريطة التوقعات في مصفوفة القدر. والأهم من ذلك أن نتذكّر دائمًا: بعد كل خط أسود يأتي خط أبيض، لذلك لا داعي لفقدان الأمل!