مصفوفة القدر ( 22أركانا): هل يمكن تغييرها وكيف نفعل ذلك؟
مصفوفة القدر (22أركانا): هل يمكن تغييرها وكيف نفعل ذلك؟

مصفوفة القدر هي مخطط للطاقات التي تؤثر في حياة الإنسان. تساعد على تعلّم إدارة الحياة، والعمل على المشكلات والمخاوف، وكشف رسالة الروح. وإذا لم تكن المصفوفة متوافقة مع رغبات الشخص، فقد يرغب في تغييرها. فهل هذا ممكن؟
مصفوفة القدر: ما الذي يمكن تغييره وما الذي لا يمكن؟
تعتمد بيانات مصفوفة القدر مباشرة على تاريخ الميلاد؛ إذ يُستخدم في حسابها اليوم والشهر والسنة فقط لوقت قدوم الإنسان إلى هذا العالم. ولا يمكن تغيير هذا التاريخ. فهل يعني ذلك أنه لا يمكن تغيير مصفوفة القدر أيضًا؟
في مصفوفة القدر قد تظهر الطاقات بإشارة موجبة أو سالبة. لا يمكن تغيير المصفوفة ذاتها كحال تاريخ الميلاد، لكن يمكن تحويل السالب إلى موجب، وهو ما يعني حدوث تغييرات إيجابية في حياة الشخص.
يمكن تشبيه مصفوفة القدر بـ«كود» يُمنح لنا لحظة الميلاد ويلازم الإنسان طيلة حياته من دون تبدّل. هدف الإنسان هو فهم مبادئ عمل هذا الكود وتعلّم قواعد استخدامه.
يمكن بلوغ نجاح كامل عندما نعمل على جميع الطاقات الاثنتين والعشرين، أو السرّ الأعظم في مصفوفة القدر. عندها ستكون كل الطاقات في الجانب الموجب، فتتلون حياة الإنسان بألوان زاهية وجذّابة على نحو غير مألوف.
العمل على الطاقات السالبة
لا يمكن تبديل المصفوفة نفسها، لكن لدينا فرصة لرفع الطاقات السالبة إلى الموجب. وهذا تحديدًا ما ينبغي أن يهتم به كل مَن يريد جعل حياته أفضل وأكثر انسجامًا. يمكن البدء بفكّ شيفرة المصفوفة ذاتيًا باستخدام الحاسبة الافتراضية. من خلالها ستتعرّف إلى الخصائص الأساسية لطاقاتك وتحدد إن كانت في الموجب أم في السالب.
تُظهر المصفوفة للإنسان نقاط قوته وضعفه، لكنها لا تمنحه «وصفات جاهزة» لتغيير الوضع. وحده الشخص قادر على معالجة مواطن الضعف وتعزيز مواطن القوة في شخصيته، وبذلك يبدّل مجرى حياته.
لا ينبغي اعتبار وجود الطاقات السالبة ظلمًا من القدر ولا عقابًا. فهي تُعطى من أجل إنجاز مهام كرمية، والعمل عليها بنجاح يصبّ في مصلحة الإنسان. وإن لم تُنجز هذه المهام، فستعود المواقف نفسها للتكرار، وسيستمر الشخص في إعادة الأخطاء ذاتها. من المهم أن يدرك أن المظاهر السلبية ليست عقوبة، وألا يقع في الاكتئاب، بل أن يتحرّك لاتخاذ خطوات تصحيحية.
عندما يتقن الإنسان «كوده» في مصفوفة القدر تمامًا، سيتمكن بسهولة من تتبّع تجليات الطاقات في حياته. وحينها سيصبح الخروج من المواقف المعقّدة واتخاذ القرارات الصائبة أسهل بكثير. ومع الوقت، ستتلاشى مثل هذه «الاختبارات» من ملاحظته، وتنتظم حياته على نحو موفق ومتناسق.
كيف نعرف أن التغييرات قد بدأت في الحياة؟
الشخص الذي يعيش في انسجام تام مع طاقاته الإيجابية يلاحظ التغييرات التالية:
- الثقة بالنفس وسداد الديون الكرمية. يشعر الإنسان بأنه في مكانه الصحيح في الحياة.
- تحديد النشاط الضروري للاكتفاء الذاتي.
- اكتشاف العمل الذي سيصبح مفضلًا ويساعد على تحقيق الذات في الحياة.
- تحسّن في الصحة.
- نموّ في الرفاه المادي.
- تحسّن العلاقات مع الأقارب والمقرّبين.
- حلّ سهل وسريع لمشكلات تراكمت لسنوات وربما لعقود.
- اختفاء الأفكار المزعجة التي كانت تؤلم لفترة طويلة.
من الضروري للإنسان أن يُحلّل حياته. وهذا ليس فقط للعمل على الطاقات السلبية، بل أيضًا للصحة الذهنية. إذ يمكن ملاحظة التحوّلات الإيجابية التي حدثت خلال مدة زمنية محددة. ولتحقيق ذلك يُنصح دوريًا (مرة كل شهر، نصف سنة، سنة وهكذا) بأداء التمرين التالي: تدوين الإجابات عن الأسئلة الآتية:
- أكبر خمسة إنجازات خلال الفترة المختارة.
- الهدف الرئيسي للشهر، لنصف السنة، للسنة، لخمس سنوات وهكذا.
- هل تحقّق الهدف المحدد لتلك الفترة أم لا؟
- المشاعر تجاه النتيجة المتحصَّل عليها.
- أفضل قرار اتُّخذ خلال الفترة المحددة هو…
- العلاقة بين ما أريده وما أستطيع فعله لتحقيقه.
- أصعب مهمة تمكّنت من تجاوزها هي…
- ما الذي أشعر بالفخر حياله (أي إنجاز تحديدًا)؟
- الإنجازات على الصعيد النفسي خلال الفترة المذكورة.
- النجاحات المهنية خلال الفترة المختارة.
تحقيق تغييرات جذرية ليس بالأمر السهل. فهو عمل طويل وكبير يتطلب جهدًا ومثابرة وعملًا عميقًا على الذات. لا يمكن إنجازه «بالتمنّي»، لكن مع تغيّر الإنسان نحو الأفضل سيتغيّر العالم المحيط به بالتوازي.
يمكن لكل شخص حساب مصفوفة القدر بنفسه باستخدام الحاسبة الافتراضية السهلة والواضحة.