مصفوفة القدر: حساب سطر الأرض وسطر السماء وتفسير الطاقات (11)
سطر السماء في مصفوفة القدر هو خطّ مستقيم يصل بين زاويتَي المربّع القطري المتقابلتين (العليا والسفلى). ومن خلال هذا العنصر يمكن دراسة مؤشر مثل «القدرة الطاقية» لدى الإنسان. أمّا إذا كان الخط يوحِّد الزاويتين اليسرى واليمنى للمربّع القطري، فيُسمّى حينها «سطر الأرض» في منهج مصفوفة القدر. في الحالة الأولى يكون الحديث عن مفهوم روحي، وفي الثانية نتناول المورد المادي — المال وحالة الجسد.
على كلا السطرين تُعلَّم «ثالوثات» من الطاقات. إنّ تآلفها يُشكّل ما يشبه المفتاح الذي يمنح أفضلية عند فتح معارف جديدة في المجالات المطلوبة وحلّ مواقف بعينها. ولتحديده على نحو صحيح تُستَخدم مصفوفة القدر مع فكّ التشفير.
كيفية حساب سطر الأرض وسطر السماء وفق مصفوفة القدر
لفهم الجوهر، ينبغي تفكيك كلٍّ منهما على حدة والعثور على مفتاح كل سطر. يمكن محاولة تفسير كل شيء بشكلٍ مستقل، أو اختيار الخيار الثاني — إجراء الحساب بمساعدة الحاسبة الإلكترونية لدينا.
تحليل سطر الأرض
يُسمّى الخط الأفقي في المربّع الشخصي «سطر الأرض». وبما أنّ طاقتين معروفتان لدينا، تكون الثالثة ناتج جمعهما. لنفترض أنهما 22 و21، فالطاقة الثالثة = 43. ولأن 43 أكبر من 22، نجمع الرقمين: 4+3 فنحصل على 7. إذن تكوَّن لدينا سطر الأرض المميَّز بالثالوث 22-21-7.
يمكن تصوير سطر الأرض بشيءٍ مادي ملموس نراه ونشعر به ونلمسه. بعبارة أخرى — هو العالم المحيط كلّه. يدخل فيه مكان السكن، الأشياء التي نقتنيها لأنفسنا أو كهدايا، والمال الذي نكسبه لنذهب به — مثلًا — في إجازة. إنّه كل ما يصنع إحساس السعادة والرضا عن الحياة.
الآن يمكن البدء بفكّ مفتاح المصفوفة على سطر الأرض، المشروط بثلاثية الطاقات 22 و21 و7.
فكّ التشفير
نبدأ بالنظر إلى الرقم الأول الذي يدلّ على طاقة تصحب الإنسان منذ الميلاد. وهي تحدّد الأهداف على المستوى الشخصي وكذلك صلة الأبناء بالوالدين. ولا تؤثّر الطاقة المكتسبة وحدها في غاية العلاقات، بل أيضًا طاقات أخرى مخبوءة عميقًا في المصفوفة. وللوصول إلى التوازن يجب البدء من تفكيك هذا الموضع.
إذا وُلِد الشخص في 22-08-1983 فستعتمد علاقته بوالديه وأبنائه مباشرة على هذه الطاقة (سواء كانت في الإيجاب أم السلب). فلنشرح ذلك على مثال:
- بما أنّ الطاقة الثانية والعشرون تُوصَف بأنها أعلى درجات الحرية الروحية، فإنّ الشخص إذا كانت لديه في الجانب السلبي فسيرى كل توجيهات والديه بمثابة محظورات وإكراه. وهذا قد يثير رغبةً في التخلّص من «الرقابة» أو الهرب من البيت.
- قد يبرمج الشخص نفسه على فكرة أنّ «رسالته» في الحياة هي رعاية الوالدين، وبذلك تُهمَّش الأهداف والرغبات الشخصية.
- هناك احتمال لظهور حاجز على المستوى اللاواعي، إذ يخشى الإنسان أن يقيّد إنجابُ طفلٍ حريته الشخصية.
تصبح المساعدة أسهل حين نبدأ بفهم منطق تصرّفات الإنسان. وغالبًا ما يكون إدراك ما يجري وتقبّله كافيًا لتغيير الصورة.
الرفاه الأرضي
لدى الشخص المولود في 22-08-1983 تُعْلَم القناة الثانية بطاقة 21. هذا المركز الطاقي-النفسي يقابل الرفاه الأرضي. ومع الإلمام بالتفاصيل الدقيقة يمكن فهم ما الأفعال اللازمة لبلوغ النجاح في الحياة المادية.
تفترض وضعية طاقة 21 أنّ الشخص يفكّر على نطاق واسع. سيتعلّق شعور الفرح بالنشاط والمشاركة في الحياة المجتمعية. ولتوضيح ذلك نذكر مثالًا:
- لنفترض أن صاحب طاقة 21 يعمل في «الأعمال». قد تتمدّد أفكاره — انطلاقًا من متجر واحد — إلى شبكة من المراكز التجارية خلال دقائق. وينسحب هذا الميكانيزم على جميع المجالات. وفي المقابل هناك الوجه الآخر: المخاوف التي تقتحم الحياة تكون بالحجم نفسه الذي تكون عليه الأفكار. إنّ كثيرًا يتوقّف على ما يَغلِب: الخوف أم المحبة؛ وعلى هذا تُبنى النتائج.
إذا احتلّ الخوف الأولوية، فإن الطاقة التي كان ينبغي أن تبثّ نغمة إيجابية في الوسط ستتحوّل إلى تهيّج عام. سيغدو كل شيء «غير ما كان»، وسيتبدّل الإحساس بالنظام السابق، وسيتغيّر زاوية الإدراك. وهذه الظروف غير مناسبة إطلاقًا للتوسّع. تكون الشخصية عندئذٍ في طور بطء العمل، بلا أي تطوّر. ويساعد الخروجَ من هذا الحال الحساب الدقيق لمصفوفة القدر.
سطر الأرض
آخر طاقة على سطر الأرض هي ما يجب على الشخص بلوغه في العالم المادي. هذا يمنح إمكانية تحقيق الرسالة. يجب فهم أنّ هذا ليس «الغاية» نفسها، بل مرحلة من مراحل الاقتراب من كشفها.
عندما يُصغي الإنسان إلى حالته الروحية — طاقة 22، ولا يخاف العمليات الكبرى — طاقة 21، تُصرَف الطاقة العامة نحو فاعلية بلوغ الأهداف المرسومة — طاقة 7. مثل هذا الشخص يمتلك صفات قيادية، ويشعر المحيطون بضرورة الالتصاق به لبلوغ النجاح.
أمّا إذا قيَّد الشخص نفسه داخل حدود وضوابط، فسيزداد إحساس الانتقاص (طاقة 22). ونقائص الطاقة الثانية ستقود إلى قلقٍ في الأفعال، ما يؤثّر في خنق المبادئ الجديدة. وتكون الطاقة السابعة الأخيرة لازمةً للتنافس مع بيئة الوجود، إذ سينقسم العالم إلى «سيئ» و«جيد».
إن الإلمام بثالوث الطاقات على سطر الأرض يمنح فرصة بلوغ الأهداف في العالم المادي. أمّا إن تُرك كل شيء يجري عشوائيًا فلن تفضي الأفعال إلى نتيجة، وسيظل المرء يتساءل: لماذا لا ينجح شيء؟
الطاقات على سطر السماء
يمثّل الخط الرأسي للمربّع الشخصي «سطر السماء». وهو أيضًا يتميّز بثلاثية من الطاقات، لكنّه مسؤول عن التديّن، والحاسّة السادسة، والاتّصال بالعمليات ما وراء المادّة، واكتشاف القدرات الجديدة، والتواصل مع التجسّدات السابقة. وكلّ ذلك يُعدّ قوة الحياة.
في المثال قيد النظر تتساوق طاقات سطر السماء على النحو 8-6-14:
- تمثّل النقطة العلوية الاتصال بالمَلَك الحارس. تؤثّر وضعية هذه الطاقة في قدرة المَلَك على المساعدة وتقديم النصيحة عند الحاجة. وإذا غلب جانبها الإيجابي كان تطوّر الحاسّة السادسة أفضل، وفي الوقت نفسه تنفتح قدرات جديدة للشخصية.
- تقع الصلة بالحيوات السابقة في النقطة السفلية من المصفوفة. هذا موضع «الكود السادس» للقدر — طاقة الحب والشغف. تُظهر الوضعية ما العوائق التي واجهها الإنسان في التجسّد السابق. وكون النقطة في الإيجاب يعني اندفاعًا في القوة، أمّا في السلب فالعكس: يختفي الحماس وتحدث مغادرة للطاقة الحيوية، ما يقود إلى التدهور واليأس.
- أمّا الطاقة النهائية المجمّعة على سطر السماء فهي «الطاقة الرابعة عشرة». فمتى عاش الشخص وهو واعٍ بأنه لا وجود لشيء اسمه «العدالة» في سياق الديون الكارمية، وأن المصير هو حصيلة أفعالنا، عندها سيتعزّز الاتصال بالمَلَك الحارس. ويتجلّى ذلك عبر الحاسّة السادسة والنجاح واليُمن، بما يُحسّن العلاقات مع الناس. وفي النتيجة ستحظون بسكينة تامّة وتوازن روحي، ما يساعد أيضًا على كشف القدرات المخبوءة عميقًا.
إنّ الفهم الصحيح لطاقاتكم يتيح لكم يومًا بعد يوم تحسين الحالة النفسية والتركيز على فتح إمكانات جديدة. والمهمّ — الإيمان بمَلَككم الحارس والإصغاء إليه. لا بدّ من تطوّرٍ روحي لكي تعمل القوى والطاقة في المسار الصحيح.
 
 
